بعدها على ما قبلها، أي : عَقِب ما
٢٣٧
سمعتم من كمال عظمته تعالى في ملكه وملكوته، وأحكام قدرته، ونفوذ أمره في الملأ الأعلى وما تحت الثرى وما بينهما، رأيتم هذه الأصنام مع حقارتها بنات الله، مع وأدكم البنات، وكراهتكم لهنَّ ؟.
﴿
جزء : ٧ رقم الصفحة : ٢٣٧
ألكمُ الذكرُ وله الأنثى﴾ أي : أتُحبون لكم الذكر وتنسبون له الأنثى كهذه الأصنام والملائكة ؟ ﴿تلك إِذاً قسمةٌ ضِيزَى﴾ أي : جائرة، من : ضازه يضيزه : إذا ظلمه، وصرّح في القاموس بأنه مثلث الضاد ضيزى وضوزى وضازى، وهو هنا فُعلى بالضم، من الضيز، لكنه كسر فاؤه لتسلم الياء، كما فعل في " بيض "، فإن " فِعلى " بالكسر لم تأت وصفاً، وإنما هي من بناء الأسماء، كالشّعرى والدفلى. وقال ابن هشام : فإن كانت فُعلى صفة محضة وجب قلب الضمة كسرة، ولم يُسمع من ذلك إلا " قسمة ضيزى " " ومشية حِيكى "، أي : يتحرك فيها المنكبان. هـ. وقرأ المكيُّ بالهمز، من : ضأزه : ظلمه، فهو مصدر نعت به.
﴿إِنْ هي﴾ أي : هذه الأصنام ﴿إِلاَّ أسماءٌ﴾ وليس تحتها في الحقيقة مسميات ؛ لأنكم تدّعون لها الألوهية، وهي أبعد شيء منها، ﴿سميتموها﴾ آلهة، أو : سميتم بها هذه الأصنام، واعتقدتم أنها آلهة، بمقتضى أهوائكم الباطلة، ﴿أنتم وآباؤكم ما أنزل اللّهُ بها﴾ بعبادتها ﴿من سلطان﴾ من حجة. ﴿إِن يتبعونَ﴾ فيما ذكر من التسمية والعمل بموجبها ﴿إلاَّ الظنَّ﴾ : إلا توهم أنَّ ما هم عليه حق، توهُّماً باطلاً، ﴿وما تهوى الأنفُسُ﴾ أي : ما تشتهيه أنفسهم الأمّارة، ﴿ولقد جاءهم من ربهم الهدى﴾ الرسول والكتاب فتركوه.