يقول الحق جلّ جلاله :﴿ولله ما في السماوات وما في الأرض﴾ خَلقاً وملِكاً، لا لغيره، لا استقالاً ولا اشتراكاً، ﴿ليَجزي الذين أساؤوا بما عمِلوا﴾ بعقاب ما عملوا من السوء، أو : بسبب ما عملوا، ﴿ويجزَي الذين أحسنوا بالحسنى﴾ بالمثوبة الحسنى، وهي الجنة، والمعنى : أن الله تعالى إنما خلق هذا العالم والعلوي والسفلي، وتصرّف فيه بقدرته بين جلاله وجماله، ليجزي المحسن من المكلّفين، والمسيء منهم ؛ إذ من شأن الملك أن ينصر أولياءه ويُكرمهم، ويقهر أعدائه ويُهينهم.
وقال الطيبي :" ليجزي " راجع لقوله :﴿هو أعلم بمَن ضَلَّ...﴾ الآية، والمعنى : إنَّ ربك هو أعلم بمَن ضلّ وبمَن اهتدى ليجزي كل واحد بما يستحقه، يعني : أنه عالم، كامل العلم، قادر، تام القدرة، يعلم أحوال المُكلَّفين فيُجازيهم، لا يمنعه أحدٌ مما يريده ؛ لأنَّ كل شيء من السموات والأرض ملكه، وتحت قهره وسلطانه، فقوله :﴿ولله ما في السماوات وما في الأرض﴾ : جملة معترضة، توكيد للاقتدار وعدم المعارض. هـ.