قال ابن مسعود رضي الله عنه : انشق القمر على عهد النبي ﷺ فرقتين، فكانت أحداهما فوق الجبل، والأخرى أسفل من الجبل، فقال ﷺ :" اشهدوا " قال ابن عباس : إنَّ المشركين قالوا للنبي ﷺ : إن كنت صادقاً فشُق لنا القمر فلقتين، فقال :" إن فعلتُ ؛ أتؤمنون ؟ " فقالوا : نعم، وكانت ليلة بدر، فسأل ﷺ ربه ؛ فانشق فرقتين، نصف على أبي قُبيس، ونصف على قُعَيْقِعان، وقيل : سألوا آية مجملة، فأراهم انشقاق القمر. قال ابن عطية : وعليه الجمهور، يعني عدم التعيين.
٢٥١
وفي صحيح مسلم : أنه انشق مرتين وصرح في شرح مرتين وصرح في شرح المواقف بأن انشقاقه متواتر. هـ. وقيل : معناه : انشق، أي : ينشق يوم القيامة، وهو ضعيف، ولا يُقال : لو انشقَّ لما خفي على أهل الأقطار، ولو ظهر عندهم لنقل متواتراً ؛ لأن الطباع جبلت على نشر العجائب، لأنه يجوز أن يحجبه اللّهُ عنهم بغيم أو غيره، مع أنه كان ليلاً، وجُلّ الناس نائمون، وأيضاً : عادة الله تعالى في معجزاته أنه لا يراها إلاَّ مَن ظهرت لأجله في الغالب.
تنبيه : قال القسطلاني في المواهب اللدنية : ما يذكره بعض القصَّاص أن القمر دخل في جيب النبي ﷺ وخرج من كمه، ليس له أصل، كما حكاه الزركشي عن شيخه العِماد ابن كثير. هـ.
جزء : ٧ رقم الصفحة : ٢٥١