الإنصاف في حقوق العباد، فـ " أن " ناصبة، أو مُفَسِّرة، أو ناهية، ﴿وأَقيموا الوزنَ بالقِسْطِ﴾ وأقيموا أوزانكم بالعدل ﴿ولا تُخْسِرُوا الميزانَ﴾ ولا تنقصوه بالتطفيف، نهى عن الطغيان، الذي هو اعتداء وزيادة، وعن الخسران، الذي هو تطفيف ونقصان، وكرّر لفظ " الميزان " تشديداً للوصية، وتقويةً للأمر باستعماله الحثّ عليه.
ولمّا ذكر نعمة الإمداد المعنوي، وهو مدد الأرواح، ذكر مددَ الأشباح، فقال :﴿والأرضَ وضعها﴾ خفضها مدحوّة على الماء ﴿للأنام﴾ للخلق، وهو ما على وجه الأرض من دابة. وعن الحسن : الجن والإنس، فهي كالمهاد، يتصرفن فوقها. ﴿فيها فاكهةٌ﴾ ضروب مما يُتفكّه به، ﴿والنخلُ ذاتُ الأكمام﴾ وهي أوعية الثمر، واحدها : كِمٌّ، بكسر الكاف، أو : كلّ ما يَكُم، أي : يُغطّى، من ليفه وسعفه وكُفُرَّاه، والكُفرّ : وعاء الطَّلْعِ، وكله مُنتفع به، كما يُنتفع بالمكموم من ثمره وجُمّاره وجّذوعه.
﴿
جزء : ٧ رقم الصفحة : ٢٦٦
والحبُّ ذو العَصْفِ﴾ هو ورق الزرع، أو التبن، ﴿والريحانُ﴾ أي : الرزق وهو اللبّ، أي : فيها ما يتلذذ به، والجامع بين التلذُّذ والتغذّي، وهو تمر النخل، وما يتغذّى به فقط، وهو الحب المشتمل على علق الدواب وزرق العباد. وقرأ الأخَوان :(والريحانِ) بالجر، عطفاً على " العصف " والباقون بالرفع عطفاً على " الحب " على حذف مضاف، أي : وذو الريحان، فحذف المضاف وأُقيم المضاف إليه مقامه. وقيل : معناه : وفيه الريحان الذي يُشم. وقرأ الشامي بنصب الجميع، أي : خلق الحب والريحان.