للعطف على محذوف ؛ أي : أنهملكم فنضرب عنكم الذكر ﴿صَفْحاً﴾ أي : إعراضاً، مصدر، من : صفَح عنه : إذا أعرض، منصوب على أنه مفعول له، على معنى : أفنعزل عنكم إنزال القرآن، وإلزام الحجة به إعراضاً عنكم. ويجوز أن يكون مصدراً مؤكداً لما دلّ عليه " نضرب " ؛ لأنه في معنى الصفح، كأنه قيل : أفنفصح صفحاً ﴿أن كنتم قوماً مسرفين﴾، أي : لأن كنتم منهمكين في الإسراف، مصرّين عليه ؛ لأن حالكم اقتضى تخيلتكم وشأنكم، حتى تموتوا على الكفر والضلالة، فتبقوا في العذاب الخالد، لكن بسعة رحمتنا لا نفعل ذلك، بل نهديكم إلى الحق، بإرسال الرسول الأمين، وإنزال الكتاب المبين.
جزء : ٧ رقم الصفحة : ٣
ومَن قرأ بالكسر فشرط حُذف جوابه ؛ لدلالة ما قبله عليه، وهو من الشرط الذي يصدرُ عن الجازم بصحة الأمر، كما يقول الأجير : إن كنتُ عملتُ لك فوفّني حقي، وهو عالم بذلك. وعبّر بـ " أن " ؛ إخراجاً للمحقق مخرج المشكوك ؛ لاستهجالهم، كأن الإسراف من حقه ألا يقع.


الصفحة التالية
Icon