ورُوي عنه ﷺ أنه تلاها، فقيل له : ما هذا الشأن ؟ فقال :" من شأنه أن يغفر ذنباً، ويفرّج كرباً، ويرفع قوماً ويضع آخرين " وقيل : نزلت في اليهود حين قالوا : إن الله لا يقضي يوم السبت شأناً، فردّ الله عليهم ؛ والمراد بهذه الشؤون : أمور يُبديها ولا يبتديها، فقد جفّ القلم بما هو كائن إلى ما لا نهاية له. ومنه : ما جاء في القضاء على الولد في الرحم، بسعادةٍ أو غيرها، ليس ذلك القضاء إنشاء وابتداء، وإنما هو إبداء وإظهار للملائكة ما سبق به قضاؤه وقدره، وهو مسطور في اللوح، ولذلك جاء :" إنه يُقال للملك : انطلق إلى أم الكتاب، فينطلق، فيجد قصة ذلك فيه... " الحديث. وقيل : شأنه تعالى : سَوْق المقادير إلى المواقيت.
جزء : ٧ رقم الصفحة : ٢٧٣
قال النسفي : قيل : إنَّ عبد الله بن طاهر دعا الحسينَ بن الفضل، وقال له : أشكلت عليّ ثلاث آيات، دعوتك لتكشفها لي، قوله تعالى :﴿فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ﴾ [المائدة : ٣١] وقد صحّ : أن الندم توبة، وقوله :﴿كل يوم هو في شأنٍ﴾ وقد صحّ أن القلم جفّ بما هو كائن إلى يوم القيامة، وقوله :﴿وَأَن لَّيْسَ للإِنْسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى﴾ [النجم : ٣٩] فما بال الأضعاف ؟ فقال الحسين : يجوز ألاَّ يكون الندم توبة في تلك الآية. وقيل : إن ندم قابيل لم يكن على قتل هابيل، ولكن على حمله وتكلفه مشقته، وقوله :﴿وأن ليس للإِنسان إلا ما سعى﴾ مخصوص بقوم إبراهيم وموسى - عليهما السلام-، وأمَّا قوله :﴿كل يوم هو في شأن﴾ فإنها شؤون يُبديها لا يبتديها، فقال عبدُ الله فقبَّل رأسه ووسّع خراجه. هـ.
٢٧٤
﴿فبأي آلاء ربكما تُكَذِّبان﴾ مع مشاهدتكم لما ذكر من شؤون إحسانه تعالى.


الصفحة التالية
Icon