سورة الواقعة
جزء : ٧ رقم الصفحة : ٢٨٥
قال ابن عطية : رُوي عن رسول الله ﷺ أنه قال :" مَن دوام على قراءة سورة الواقعة لم يفتقر أبداً "، ودعا عثمانُ عبدَ الله بنَ مسعود إلى عطائه، فأبى أن يأخذ، فقيل له : خُذ للعيال، فقال : إنهم يقرؤون سورة الواقعة، وسمعتُ النبيَّ ﷺ يقول :" مَن قرأها لم يفتقر أبداً " قال ابن عطية : فيها ذكر القيامة، وحظوظ الناس في الآخرة، وفَهْمُ ذلك غِنىً لا فقر معه، ومَن فهِمه شُغل بالاستعداد. هـ. وقال مسروق : مَن أراد أن يعلم نبأ الأولين، ونبأ أهل الجنة، ونبأ أهل النار، ونبأ الدنيا والآخرة ؛ فليقرأ سورة الواقعة. هـ.
يقول الحق جلّ جلاله :﴿إِذا وَقَعت الواقعةُ﴾ إذا قامت القيامة، وذلك عند النفخة الثانية، ووُصفت بالوقوع لأنها تقع لا محالة، فكأنها واقعة في نفسها، كأنه قيل : أذا وقعت التي لا بُدّ من وقوعها. ووقوع الأمر : نزوله، يقال : وقع ما كنت أتوقعه، وانتصاب ﴿إذا﴾ بمضمر يُنبئ عن الهول والفظاعة، كأنه قيل : إذا وقعت الواقعة يكون من الأهوال ما لا يَفي به المقال، أو : بالنفي المفهوم من قوله :﴿ليس لِوقعتها كاذبةٌ﴾ أي : لا كذب وقت وقوعها، أو : باذكر، أو : بمضمون السورة قبلها، أي : يكون ما ذكر من نعِيم
٢٨٦
الفريقين إذا وقعت الواقعة، ثم استأنف بقوله :﴿يس لوقعتها كاذبةٌ﴾ أي : لا يكون عند وقوعها نَفْسٌ تَكذب على الله، أو : تكذب في نفسها كما تكذب اليوم، لأنَّ كل نفس حينئذ مؤمنة صادقة مصدّقة، وأكثر النفوس اليوم كواذب مكذّبات، واللام مثلها في قوله :﴿قَدَّمْتُ لِحَيَاتِى﴾ [الفجر : ٢٤]، أي : ظرفية، أي : ليس عند وقوعها كذب، أو : تعليلية، قال الفراء :﴿كاذبة﴾ : مصدر، كالعاقبة والعالية، وقيل : صفة لمحذوف، كما تقدّم.
جزء : ٧ رقم الصفحة : ٢٨٦


الصفحة التالية
Icon