﴿وأصحابُ المشئمةِ﴾ أي : الذين يُؤتون صحائفهم بشمالهم ﴿ما أصحابُ المشئمة﴾ أي : أيّ شيء هم ؟ ! تعجيب من حالهم الفظيع، أو : فأصحاب المنزلة السنية ؛ وأصحاب المنزلة الدنية الخسيسة، من قولك : فلان مِني باليمين، وفلان مِني بالشمال ؛ إذا وصفتهما عندك بالرفعة والوضعة، وذلك لتيمُّنهم بالميامن وتشاؤمهم بالشمائل، وقيل : يُؤخذ بأهل الجنة ذات اليمين، وبأل النار ذات الشمال. وقال القشيري : أصحاب الميمنة : هم الذين
٢٨٧
في جانب اليمين من آدم وقت ذرَّ الذرية من صُلبه، وأصحاب المشئمة الذين كانوا في جانب شماله. هـ. قلت : وكذلك رآهم النبي - عليه الصلاة والسلام - ليلة المعراج.
﴿
جزء : ٧ رقم الصفحة : ٢٨٦
والسابقون السابقون﴾
مبتدأ وخبر، على معنى تعظيم الأمر وتفخيمه ؛ لأنّ المبتدأ إذا أُعيد بنفسه خبراً دلَّ على التفخيم، كقوله الشاعر :
أنا أبو النَّجْمِ وشِعْري شِعْري
والمعنى : والسابقون هم الذين اشتهرت أحوالُهم، وعُرفت محاسنهم، أو : والسابقون إلى الخيرات هم السابقون إلى الجنات، وقال أبو السعود : الذي تقتضيه جزالة النظم أنَّ " أصحاب الميمنة " : خبر مبتدأ محذوف، وكذا قوله تعالى :﴿والسابقون﴾ فإنَّ المترقب عند بيان انقسام الناس إلى الأقسام الثلاثة بيان أنفس الأقسام، وأمّا أوصافها وأحوالها فحقها أن تُبين بعد ذلك بإسنادها إليه، والتقدير : فأحدها أصحاب الميمنة، والآخر أصحاب المشئمة، والثالث السابقون. ثم أطال الكلام في ذلك، فانظره.


الصفحة التالية
Icon