﴿يطوف عليهم﴾ يَخدمهم ﴿وِلدانٌ﴾ غلمان، جمع وليدٍ، ﴿مُخلَّدون﴾ مُبْقَّوْنَ أبداً على شكل الولدان، لا يتحولون عنه إلى الكِبَر، وقيل : مقرَّطون، والخِلَدَةُ : القُرْط، وهو ما يلقى في الأذن من الأخراص وغيرها. قيل : هم أطفال أهل الدنيا، لم يكن لهم حسنات يُثابون عليها، ولا سيئات يعاقبون عليها. وفي الحديث :" أولاد الكفار خُدّام أهل الجنة " وهذا هو الصحيح. ﴿بأكوابٍ﴾ جمع كوب، وهو آنية لا عروة لها ولا خرطوم، ﴿وأباريقَ﴾ جمع إبريق، وهو ما له خرطوم وعروة، ﴿وكأسٍ﴾ أي : قدح فيه شراب، فإن لم يكن فيه شراب فلا يُسمى كأساً، ﴿من مَعينٍ﴾ من خمر، يجري من العيون، ﴿لا يُصَدَّعون عنها﴾ أي : بسببها، أي : لا يصدر عنها صُداع، وهو وجع الرأس، ﴿ولا يُنزَفُونَ﴾ ولا يسكرون، يقال : نزَف الرجل : ذهب عقله بالسُكر، فهو نزيف ومنزوف. وقرأ أهل الكوفة بضم الياء وكسر الزاي، أي : لا ينفذ شرابهم، يقال : أُنزف القوم : إذا نفد شرابهم. وفي الحديث :" زَمزمُ لا تُنْزَفُ ولا تُذَمّ " أي : لا ينفذ ماؤها.
﴿
جزء : ٧ رقم الصفحة : ٢٨٩
وفاكهةٍ مما يتَخيَّرون﴾ أي : يختارونه ويأخذون خيره وأفضله، يجنونه بأيديهم، وهو أشد نعيماً وسروراً من أخذه مجنياً، ﴿ولحم طيرٍ مما يشتهون﴾ مما يتمنون مشوياً أو مطبوخاً، ﴿وحُورٌ عِينٌ﴾ أي : وفيها حور عين، أو : لهم حور عين، ويجوز أن يعطف
٢٩٠