على " ولدان " أي : وتخدمهم حُور عين، زيادة في التعظيم، ومَن قرأ بالخفض عطفه على " جنات النعيم " كأنه قيل : هم في جنات النعيم وفاكهة ولحم طير وحور ﴿كأماثلِ اللؤلؤ المكنونِ﴾ في الصفاء والنقاء. والمكنون : المصون في صَدفه. وقال الزجاج : كأمثال الدُرِّ حين يخرج من صدفه، لم يُغيرّه الزمان واختلاف الأيدي عليه، ﴿جزاء بما كانوا يعملون﴾ مفعول له، أي : يفعل بهم ذلك لجزاء أعمالهم الصالحة أو : مصدر، أي : يُجزَون جزاء، فنفس الدخول للجنة بمحض الرحمة، وكثرة النعيم والغُرف بالعمل، والترقي باليقين والمعرفة - والله تعالى أعلم - فلا تعارض.
﴿لا يَسْمَعون فيها﴾ في الجنة ﴿لَغواً﴾ باطلاً ﴿ولا تأثيماً﴾ هذياناً، أو : ما يُؤهم صاحبه لو كف، ﴿إِلاَّ قِيلا﴾ أي : قولاً ﴿سلاماً سلاماً﴾ أي : ذا سلامة. والاستثناء منقطع، و " سلاماً " بدل من " قيلاً " أو : مفعول به لـ " قيلاً "، أي : لا يسمعون فيها إلا أن يقولوا سلاماً سلاماً، والمعنى : أنهم يُفشون السلام فيُسَلِّمون سلاماً بعد سلام، أو : لا يسمع كلٌّ من المسلِّم والمسلِّم عليه إلا سلام الآخر بدءاً ورداً. والله تعالى أعلم.


الصفحة التالية
Icon