﴿وطَلْحٍ مَّنضُودٍ﴾ الطلح : شجرة الموز، والنضود : الذي نضد بالحمل من أسفله إلى أعلاه، فليست له ساق بارزة، وفي جامع العُتْبية عن مالك، قال : بلغني أنّ الطلح المنضود، المذكور في الآية، هو الموز، وهو مما يشبه ثمار الجنة، لقوله تعالى :
٢٩٢
﴿أُكُلُهَا دَآئِمٌ﴾ [الرعد : ٣٥]، والموز يؤكل في الشتاء والصيف. هـ.
﴿وظِلّ ممدودٍ﴾ منبسط، لا يتقلص ولا ينقطع، كظل ما بين طلوع الفجر وطلوع الشمس. ﴿وماءٍ مسكوبٍ﴾ جارٍ بلا أُخدود، يُسْكَب لهم أين شاؤوا، وكيف شاؤوا، بلا تعب. ﴿وفاكهةٍ كثيرةٍ﴾ بحسب الأنواع والأجناس، ﴿لا مقطوعةٍ﴾ لا تنقطع في بعض الأوقات، كفواكه الدنيا، بل هي دائمة، ﴿ولا ممنوعةٍ﴾ عن تناولها بوجه من الوجوه، أو : لا يحظر عليها، كبساتين الدنيا، أو : لا مقطوعة بالأزمان، ولا ممنوعة بالأثمان.
﴿وفُرُشٍ مرفوعةٍ﴾ رفيعة القدر، أو : مرفوعة على الأسرَّة، وارتفاع السرير خمسمائة سنة، وقيل : كنّى بالفُرُش عن النساء ؛ لأنَّ المرأة يُكنّى عنها بالفراش، مرفوعة على الأرائك، قال تعالى :﴿هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِى ظَلاَلٍ عَلَى الأَرَآئِكِ مُتَّكِئُونَ﴾ [يس : ٦٥]، ويؤيده قوله :﴿إِنَّا أنشأناهن إِنشاءً﴾ أي : ابتدأنا خلقهن ابتداءً من غير ولادة. فإما أن يُراد : اللاتي ابتدئ إنشاؤهن، وهن الحور، أو : اللاتي أُعيد إنشاؤن، وهن نساء الدنيا، وعلى غير هذا التأويل أضمر لهنّ ؛ لأنّ ذكر الفُرش، وهي المضاجع، دلَّ عليه. ﴿فجعلناهن أبكاراً﴾ أي : عذارى، كلما أتاهنَ أزواجهنَ وجدوهنَ أبكاراً. ﴿عُرُباً﴾ جمع عَرُوب، وهي المحبّبة لزوجها، الحسنة التبعُّل، ﴿أتراباً﴾ : مستويات في السنّ، بنات ثلاثٍ وثلاثين، وأزواجهنّ كذلك. ﴿لأصحاب﴾ أي : أنشأناهن أصحاب ﴿اليمين﴾.
جزء : ٧ رقم الصفحة : ٢٩٢


الصفحة التالية
Icon