نحن قدَّرنا بينكم الموتَ} أي : قسمناه ووقّتنا موت كل أحد بوقت معين، حسبما تقتضيه قسمتنا، المبنية على الحِكَم البالغة. قال القشيري : فيكون في الوقت الذي نريده، منكم مَنْ يموت طفلاً، ومنكم مَن يموت شابّاً، وكهلاً وشيخاً، وبعللٍ مختلفة، وبأسباب متفاوتة، وأوقاتٍ مختلفة. هـ. ﴿وما نحن بمسبوقين﴾ بعاجزين ﴿على أن نُبَدَّلَ أمثالَكم﴾ بل نحن قادرون على ذلك، لا تسبقونني ولا تغلبونني على أن نُذهبكم، ونأتي مكانكم بأشباهكم من الخلق، والتبديل يكون بالذات أو بالصفات، ﴿ونُنشِئَكم فيما لا تعلمون﴾ ونخلقكم بعد التبديل في صورة لا تعهدونها. قال الحسن : نجعلكم قردةً وخنازير، يعني : إنَّا نقدر على الأمرين جميعاً، أي : خلق ما يماثلكم وما لا يماثلكم فكيف نعجز عن إعادتكم. و ﴿أمثال﴾ إمّا جمع " مِثْل " بالسكون - وهو التبديل بالذات، أو :" مَثَل " بالفتح، وهو التبديل في الصفات، أي : على أن نُبدّل ونُغيّر صفاتكم التي أنتم عليها، وننشِئَكم في صفات لا تعلمونها. ﴿ولقد علمتم النشأةَ الأولى﴾ أي : فطرة آدم عليه السلام : أو : خلقتهم من نطفة، ثم من علقة، ثم من مضغة... الخ، ﴿فلولا تَذَكَّرُون﴾ فهلاَّ تذكرون أنْ مَن قدر عليها قدر على النشأة الأخرى.