قوله تعالى :﴿والله لا يُحب كل مختال فخور﴾ قال القشيري : لأنّ الاختيال من بقاء النفس، والفخر رؤية خطر ما به يفتخر. هـ. ﴿الذين يبخلون﴾ بما عندهم من الأرزاق الحسية والمعنوية، والبخل بها علامة الفرح بها، والوقوف معها، وأمّا مَن وصل إلى شهود مُعطيهما ومُجريها فلا يبخل بشيء ؛ لغناه بالله عن كل شيء، ومَن يتولّ عن هذا كله، فإِنَّ الله الغني عنه وعن جميع الخلق، المحمود قبل وجود الخلق. والله تعالى أعلم.
جزء : ٧ رقم الصفحة : ٣٢٥
يقول الحق جلّ جلاله :﴿لقد أرسلنا رسلنا﴾ من البشر ﴿بالبينات﴾ الحُجج والمعجزات، أو : لقد أرسلنا الملائكة إلى الإنبياء، والأنبياء إلى الأمم، ويؤيده قوله تعالى :﴿وأنزلنا معهم الكتابَ﴾ أي : جنس الكتاب الشامل للكل ؛ لأنّ الكتاب من شأنه أن ينزل مع الملائكة، ويُجاب : بأن التقدير : وأنزلنا عليه الكتاب مصحوباً معهم لا تُفارقهم أحكامه، ﴿و﴾ أنزلنا ﴿الميزانَ﴾ أي : الشرع ؛ لأنه عِيار الأحكام الصحيحة والفاسدة، ﴿ليقوم الناسُ بالقسط﴾ أي : العدل، وقيل المراد : الميزان الحسي. رُوي أن جبريل عليه السلام نزل بالميزان، فدفعه إلى نوح عليه السلام، وقال :" مُرْ قومَك يَزِنوا به ". ﴿وأنزلنا الحديدَ﴾ قال ابن عباس :" نزل آدم من الجنة ومعه آلة الحدادين، خمسة أشياء : السندان، والكَلْبتانِ، والمِيقَعَةُ، والمِطرقة، والإبرة ". أو :﴿أنزلنا الحديد﴾ أخرجناه من المعادن، والمعادن تتكون من الماء النازل في الأرض، فينعقد في عروق المعادن، وقيل : المراد به السلاح.