ما كتبناها عليهم} أي : لم نفرضها عليهم، ولكن نذروها على أنفسهم. ما فعلوا ذلك ﴿إِلاَّ ابتغاءَ رِضْوانِ الله﴾ عليهم، قيل : الاستثناء منقطع، أي : ما كتبناها عليهم لكن فعلوها ابتغاء رضوان الله، وقيل : متصل من أعم الأحوال، أي : ما كتبناها عليهم في حال من الأحوال إلاّ ابتغاء الرضوان، ﴿فما رَعَوْها حقَّ رعايتها﴾ كما يجب على الناذر رعاية نذره ؛ لأنه عهد مع الله، لا يحلّ نكثه، وقيل : في حق مَن أدرك البعثة فلم يؤمن بالنبي ﷺ أي : فما رَعَوا تلك الرهبانية حقها، حيث لم يؤمنوا بالنبي ﷺ، ويؤيده قوله تعالى :﴿فآتينا الذين آمنوا منهم﴾ إيماناً صحيحاً، وهو الإيمان بالنبي ﷺ ﴿أجرَهم﴾ ما
٣٢٩
يخصهم من الأجر، ﴿وكثيرٌ منهم فاسقون﴾ خارجون عن حد الاتباع، كافرون بالله ورسوله.