سورة المجادلة
جزء : ٧ رقم الصفحة : ٣٣٢
يقول الحق جلّ جلاله :﴿قد سَمِعَ اللّهُ قولَ التي تُجادِلُك﴾ وهي خولة، ﴿في زوجها﴾ أوس، أي : تُراجعك الكلام في شانه، وفيما صدر منه صدر منه في حقها مِن الظِّهار، أو تسألك وتستفيتك. وقال الكواشي :" قد سمع " أي : عَلِمَ وأجاب قولها، أي : دعاءها. وفي " قد " هنا معنى التوقُّ ؛ لأنّ رسول الله ﷺ والمرأة كانا يتوقعان أن يُنزل اللّهُ في مجادلتهما ما يفرج الله به عنهما. هـ. وقال الفخر : هذه الواقعة تدل على أنّ مَن انقطع رجاؤه من الخلق، ولم يبقَ له في مُهمه أحدٌ إلاَّ الخالق، كفاه الله ذلك المُهم. وقال القشيري : لمّا صدقت في شكواها إلى الله، وأيِسَتْ مِن كشف ضُرِّها من غير الله، أنزل الله
٣٣٣
في شأنها :﴿قد سمع الله...﴾ ويقال : صارت قصتها فرجةً ورحمةً للمؤمنين إلى يوم القيامة، في قضية الظهار، ليعلم العالمون أنه لا يخسر على الله أحد. هـ.
ولمّا نزلت السورة بإثر الشكوى، قالت عائشة رضي الله عنها :" ما أسمع الله " تعجُّباً من سرعة نزولها.