قال قتادة : انقطعت الأسباب يومئذ بابن آدم، وصار الناس إلى أعمالهم، فمَن أصاب يومئذ خيراً، سعد به، ومَن أصاب يومئذ شرّاً شقي به. هـ. و ﴿يوم﴾ بدل من يوم الفصل، أو : صفة لميقاتهم، أو : ظرف لما دلّ عليه الفصل، أي : يفصل في هذا اليوم، ﴿ولا هم يُنصرون﴾ يُمنعون مما أراد الله، والضمير لـ " مولى " باعتبار المعنى، لأنه عام، وقوله :﴿إلا مَن رحم﴾ بدل من الواو في " يُنصرون "، أي : لا يمنع من العذاب إلا مَن رحم الله، بالعفو عنه، أو بقبول الشفاعة فيه، أوك منصوب على الاستثناء المنقطع، أو : مرفوع على الابتداء، أي : لكن مَن رحم ﴿اللّهُ﴾ فيُغْنِي عنه ﴿إِنه هو العزيزُ﴾ الغالب، الذي لا يُنصر مَن أراد تعذيبه، ﴿الرحيمُ﴾ لمَن أراد أن يرحمه.
﴿إِنَّ شجرةَ الزقوم﴾ هي على صورة شجرة الدنيا، لكنها من النار، والزقوم تمرها ؛ وهو كل طعام ثقيل. رُوي : أنها لما نزلت، جمع أبو جهل عجوة وزبداً، وقال لأصحابه : تزقَّموا، فهذا هو الزقوم، وهو طعامي الذي حدّث به محمد، فقصد بذلك المغالطة والتلبيس على الجهلة. أي : إن ثمر شجرة الزقوم هو ﴿طعامُ الأثيم﴾ أي : الكثير الإثم، وهو الكافر ؛ لدلالة ما قبله وما بعده عليه. وقيل : نزلت في أبي جهل، ثم تعم. وكان أبو الدرداء يُقرئ رجلاً، فكان أبو الدرداء يقول : طعام الأثيم، والرجل يقول : طعام اليتيم، فكرّر عليه، فلم يفهم منه ؛ فقال :" طعام الفاجر يا هذا ". قال النسفي : وبهذا
٥٥
يستدل على أن إبدال الكلمة مكان الكلمة جائز، إذا كانت مؤدّية معناها، ومنه أجاز أبو حنيفة رضي الله عنه القراءة بالفارسية، بشرط أن يؤدي القارئ المعاني كلها، من غير أن يَخْرِمَ منها شيئاً. انظر بقيته.
جزء : ٧ رقم الصفحة : ٥٥


الصفحة التالية
Icon