كالمُهل} وهو دُردِّيُّ الزيت، أو : ما يمهل في النار فيذوب، من نحاس وغيره، ﴿يغلي في البطون﴾ مَن قرأه بالغيب رده للمهل، أو للطعام، ومَن قرأه بالتاء رده للشجرة، ﴿كغلي الحميم﴾ الماء الحار الذي انتهى غليانه، أي : غليان كغلي الحميم، فالكاف في محل نصب، ثم يقال للزبانية :﴿خُذوه﴾ أي : الأثيم ﴿فاعتلوه﴾ أي : جُروه، فالعتل : الأخذ بمجامع الشيء والسَّوق بالعنف والقهر، يقال : عتل يعتُلِ بالضم والكسر، أي : جروه ﴿إلى سوء الجحيم﴾ وسطها ومعظمها.
﴿ثم صُبوا فوقَ رأسه من عذاب الحميم﴾ المصبوب هو الحميم، لا عذابه، إلا أنه إذا صب عليه الحميم، فقد صب عليه عذابه وشدته : والأصل : ثم صُبوا فوق رأسه عذاباً هو الحميم، ثم أضيف العذاب إلى الحميم ؛ للمبالغة، وزيد " من " للدلالة على أن المصبوب بعض هذا النوع، ويقال له :﴿ذقْ إِنك أنت العزيزُ الكريمُ﴾ على سبيل الهزؤ والتهكُّم، رُوي أن أبا جهل قال لرسول الله ﷺ : ما بين جبليها أعز ولا أكرم مني، فوالله لا تستطيع أنت ولا ربك أن تفعلا بي شيئاً، فتقول له الزبانية هذا على طريق الاستهزاء والتوبيخ. وقرأ الكسائي :" أنك " بالفتح، أي : لأنك أنت العزيز في قومك، الكريم في زعمك. ﴿إِنَّ هذا ما كنتم به تمترون﴾ تشكُّون، وتُمارون فيه، والجمع باعتبار المعنى ؛ لأن المراد جنس الأثيم.


الصفحة التالية
Icon