يقول الحق جلّ جلاله :﴿ويلٌ لكل أفَّاكٍ﴾ كذَّاب ﴿أثيم﴾ كثير الآثام، ﴿يسمع آيات الله﴾ التنزيلية ﴿تُتلى عليه﴾ وجملة " يسمع " صفة أخرى لأفَاك، أو استئناف، أو حال من ضمير " أثيم "، " تتلى " : حال من " آيات الله "، ﴿ثم يُصِرُّ﴾ أي : يُقيم على كفره، حال كونه ﴿مستكبراً﴾ عن الإيمان بالآيات، والإذعان لما تنطق به من الحق، مُزْدرياً بها، مُعجَباً بما عنده من الأباطيل. قيل : نزلت في النضر بن الحارث، وكان يشتري من أحاديث الأعاجم، ويشغل بها الناس عن سماع القرآن، والآية عامة في كل مَن كان مضاراً لدين الله وجيء بثمّ لأن الإصرارَ على الضلالة، والاستكبار عن الإيمان عند سماع آيات القرآن، مستبعدٌ في العقول. ثم قال :﴿كأن لم يسمعها﴾ أي : كأنه لم يسمعها، فأن مخففة، ومحل الجملة النصب على الحال، أي : يُصر شبيهاً بغير السامع، ﴿فبشِّره﴾ على إصراره واستكباره ﴿بعذابٍ أليم﴾ أي : أخبره خبر يظهر أثره على البشرة، تهكُّماً به.
جزء : ٧ رقم الصفحة : ٦٣