قال القشيري :﴿إنهم لن يُغنوا عنك من الله شيئاً﴾ إن أراد بك نعمة، فلا يمنعُها أحد، وإن أراد بك فتنة فلا يصرفها عنك أحد، فلا تُعلِّقْ بمخلوقٍ فكرك، ولا توجه ضميرك إلى شيء، وثِقْ به، وتوكلْ عليه. هـ. وأهل الغفلة بعضهم أولياء بعض، يتوالون على حظوظ الدنيا وشهواتها، ﴿والله وليُّ المتقين﴾ الذي اتقوا كل ما يشغل عن الله، ﴿هذا بصائر للناس﴾ أي : سبب فتح بصائرهم، ﴿وهُدى﴾ أي : إشارة لطريق الوصول، ورحمة للأرواح والقلوب، لقوم يوقنون، أي : لأهل اليقين الكبير.
قال القشيري :﴿هذا بصائرُ للناس﴾ أنوار البصيرة إذا تلألأت انكشفت دونهما تهمةُ التجويز، ونظرُ الناس على مراتب، مَن نظر بنور نجومه، فهو صاحب عقل، ومَن نظر بنور فراسته فهو صاحب ظن، يُقَوِّيه لوْحُ، لكنه من وراء ستر، ومَن نظر بيقين فهو على تحكُّم برهان، ومَن نظر بعين إيمان فهو بوصف اتباع، ومَن نظر بنور بصيرة، فهو على نهار، وشمسه طالعة، وشمسه عن السحاب مصيحة. هـ.
جزء : ٧ رقم الصفحة : ٦٨
قلت :﴿أم﴾ : منقطعة، والهمزة لإنكار الحسبان، مَن قرأ " سواء " بالرفع ؛ فخبر مقدّم، و ﴿محياهم﴾ : مبتدأ، ومَن قرأ بالنصب ؛ فحال من ضمير الظرف، أي : كائنين
٦٩
كالذين آمنوا، حال كونهم مستوياً محياهم ومماتهم، و " محياهم " - حينئذ - فاعل بسواء، وقرأ الأعمش :" ومماتهم " بالنصب على الظرفية.


الصفحة التالية
Icon