أم لكم أَيْمَانٌ علينا} أي : عهود مؤكدة بالأيمان ﴿بالغةٌ﴾ ؛ متناهية في التوكيد ﴿إِلى يوم القيامة﴾ متعلق بالمقدّر في ﴿لكم﴾ أي : ثابتة لكم إلى يوم القيامة، أو : بـ " بالغة "، أي : تبلغ ذلك اليوم وتنتهي إليه، وافرة لم تبطل منها يمين، إلى أن يحصل المقسَم عليه من التحكيم، ﴿إِنَّ لكم لَمَا تحكمون﴾ به لأنفسكم، وهو جواب القسم، لأنَّ معنى ﴿أم لكم أَيمان علينا﴾ : أم أقسمنا لكم بأيمان مغلظة متناهية في التوكيد وقلنا والله إنَّ لكم لَمَا تحكمون ﴿سَلْهُمْ﴾ أي : المشركين، وهو تلوين للخطاب، وتوجيه له إلى رسول الله ﷺ بإسقاطهم عن رتبة الخطاب، أي : سَلْهم مبكتاً لهم :﴿أَيُّهُم بذلك﴾ الحكم ﴿زعيمٌ﴾ ؛ كفيل بأنه لا بد أن يكون ذلك.
﴿أم لهم شركاءُ﴾ أي : ناس يُشاركونهم في هذا القو، ويذهبون مذهبهم فيه ؟ ﴿فليأتوا بشركائهم إِن كانوا صادقين﴾ في دعواهم، إذ لا أقل من التقليد فيه، يعني : أنَّ أحداً لا يسلّم لهم هذا، ولا يساعدهم عليه، كما أنه لا كتاب لهم ينطق به، ولا عهد لهم بعد عند الله، ولا زعيم لهم يضمن لهم من الله هذا، وإنما هو اختلاق وأماني من أنفسهم. وقيل : المراد بالشركاء : الأصنام، أي : أم لهم أصنام يعبدونها تضمن لهم ذلك ؟ فليحضروها حتى يسمعوا منهم ذلك، وهو تهكُّم به.


الصفحة التالية
Icon