يومئذٍ تُعرضون} للسؤال والحساب، شبّه ذلك بعرض السلطان الجيشَ ؛ ليعرف أحواله، رُوي " أن في القيامة ثلاث عَرْضَاتٍ، فأمّا عَرْضَتَان : فاعتذار واحتجاج، وأما الثالثة : ففيها تُنشر الكتب، فيأخذ الفائز كتابه بيمينه، والهالك بشماله "، وهذا وإن كان بعد النفحة الثانية لكن لمّا كان اليوم اسماً لزمان متسع يقع فيه النفحتان، والصعقة والنشور والحساب، وإدخال أهل الجنةِ الجنةَ، وأهل النارِ النارَ، صحّ جعله ظرفاً للكل، وظاهر نظم الآية أنَّ نشر الموتى من القبور لا يكون إلاَّ بعد دك الأرض، وتسيير الجبال، فلا يقع النشر إلاّ على الأرض المستوية، لا ترى فيها عِوجاً ولا أمتاً، وأمّا انشقاق السماء فمؤخّر، يكون ـ والله أعلم ـ والناس في الموقف على ما في بعض أخبار الآخرة.
١٢٤
ثم قال تعالى :﴿لا تخفى منكم خافيةٌ﴾ أي : سريرةٌ ولا حالٌ كانت تخفى في الدنيا. والجملة : حال من ضمير " تُعرضون " أي : تُعرضون غير خافٍ عليه تعالى السرائر، وقرأ أهل الكوفة غير عاصم بالياء ؛ لأن تأنيثها مجازي.


الصفحة التالية
Icon