كلاًّ}، ردع للمجرم عن الودادة، وتصريح بامتناع الافتداء، ﴿إِنها﴾ أي : النار، المدلول عليها بالعذاب، أو ضمير مبهم، ترجم عنه الخبر، أو ضمير القصّة، ﴿لَظَى﴾ علم للنار، منقول من اللظى ـ بمعنى اللهب، ﴿نزاعة لِلشَّوَى﴾ ؛ خبر بعد خبر، ومَن نصب فعلى الحال المؤكدة، أو على الاختصاص للتهويل. والشَّوى : أطراف الإنسان، كاليدين والرجلين، أو : جمع شواة، وهي جلدة الرأس، تنزعها النارُ نزعاً، فتفرّقها، ثم تعود إلى ما كانت. ﴿تَدعو﴾ أي : تجذبُ، وتخطف، أو : تدعوهم بأسمائهم : يا كافر يا منافق إليَّ، وقيل : تدعو المنافقين بلسان فصيح، ثم تلتقطهم التقاط الحب، أو : تُهْلِك، من قولهم : دعاك الله، أي : أهلكك، أو : لمّا كان مصيره إليها جُعلت كأنها دعته. وقيل : تدعو زبانيتها، ومفعول تدعو :﴿مَنْ أدبرَ﴾ عن الحق ﴿وتولَّى﴾ ؛ أعرض عن الطاعة، ﴿وجمع﴾ المال ﴿فأوْعى﴾ ؛ جعله في وعاء، وكَنَزَه ولم يؤدِّ حق الله فيه، أو تشاغل به عن الدين، وزهى باقتنائه حرصاً وتأميلاً، عائذاً بالله من ذلك.
الإشارة : سال إلى قلوب أهل الغفلة والإنكار سايل من بحر الهوى، بعذاب واقع نازل بقلوبهم من الجزع والهلع والشكوك والخواطر، أو : سأ سائل عن عذاب واقع لأهل الإنكار، وهو غم الحجاب، وسوء الحساب، ليس له دافع من جهته تعالى ؛ لأنه حكم به على أهل البُعد والإنكار. وهو تعالى ذو المعارج، أي : ذو المراقي، تترقى إليه الأرواح والأسرار، من مقام إلى مقام، من مقام الإسلام إلى الإيمان، ومن الإيمان إلى الإحسان، أو : من عالَمٍ إلى عالَمٍ، من عالَم المُلك إلى الملكوت، ومن عالَم الملكوت
١٣٦


الصفحة التالية
Icon