تبوك لهدم دومة الجندل، فحالت بينه وبينها العرب، فقاتلهم وكسَّر صنمهم. قال : الكلبي : قلت لمالك بن الحارث : صف
١٤٩
لي ودًّا، وكان قد رآها مراراً، قال : تمثال رجل أعظم ما يكون من الرجال، مؤتزر بحُلة، مرتدٍ بأخرى، مقلَّداً سيفاً، راكباً فرساً، وفي يده حربة فيها لواء، ومعه قوس، ونبل في جعبة. هـ. ثم دفع عمرو لمُضر سُواعاً، فعكفت على عبادته مع هُذيل، ثم فرّق تلك الأصنام على القبائل على حسب ما تقدّم.
جزء : ٨ رقم الصفحة : ١٤٨
قال رسول الله ﷺ :" رأيتُ عمْرو بن لُحي ليلة أُسري بي رجلاً أحمر، قصيراً أزرق، وهو يَجُرُّ قُصْبَهُ في النار، لأنه أول مَن بَحَّرَ البَحيرة، ووصل الوصيلة، وحمى الحام، وغيّر دين إسماعيل "، وهو من خزاعة، كان يسكن مكة، فولد بها أولاداً فكثروا، فنفوا مَن كان منها من العماليق. انظر اللباب.
ثم قال تعالى :﴿وقدْ أَضلوا﴾ أي : الرؤساء، أو : الأصنام، كقوله :﴿إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ﴾ [إبراهيم : ٣٦] ﴿كثيراً﴾ أي : خلقاً كثيراً، ﴿ولا تزد الظالمين إِلاَّ ضلالاً﴾، قال المحشي : وقد يقال : إن هذه الجملة مسببة عما قبلها فحقها الفاء، لكن تُركت لمكان الاستئناف، أي : البياني، كأنه قال : فما تريد بهذا القول ؟ فقال : ولا تزد الظالمين. هـ. ووضع الظاهر موضع الضمير للتسجيل عليهم بالظلم المفرط، وتعليل الدعاء عليهم به. والمراد بالضلال : الهلاك، كقوله :﴿إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلاَلٍ وَسُعُرٍ﴾ [القمر : ٤٧].