رَبِّ اغفر لي ولوالدي} وكانا مسلمَين، واسم أبيه : لَمَك بن مُتَوشْلح، واسم أمه : شمخاء بنت أنوش، وقيل : المراد : آدم وحواء. قال ابن عباس : لم يكفر بنوح والد بينه وبين آدم عليه السلام، وقُرىء :" ولولديّ " يريد ساماً وحاماً، ﴿ولِمَنْ دَخَلَ بيتي﴾ أي : منزلي، أو مسجدي، أو سفينتي ﴿مؤمناً﴾، ولعله قد علم أنَّ مَن دخل بيته مؤمناً لا يعد إلى الكفر، وبهذا القيد خرجت امرأته وابنه كنعان، ولم يجزم عليه السلام بخروجه إلاَّ بعدما قيل له :﴿إِنَّهُ لِيْسَ مِنْ أَهْلِكَ﴾ [هود : ٤٦]، ﴿وللمؤمنين والمؤمنات﴾ إلى يوم القيامة. خصَّ أولاً مَن يتصل به ؛ لأنهم أولى وأحق بدعائه، ثم عمَّم، ﴿ولا تزد الظالمين﴾ أي : الكافرين ﴿إلاَّ تباراً﴾ ؛ إهلاكاً. قال ابن عباس رضي الله عنه : دعا نوح عليه السلام بدعوتين، إحداهما : للمؤمنين بالمغفرة، وأخرى على الكفارين بالتبار، فاستجيب على الكافرين، فاستحال ألاَّ تُجاب دعوته في حق المؤمنين. واختلف في صبيانهم : هل أُغرقوا ؟ فقيل : أعقم اللهُ أرحامَ نسائهم قبل الطوفان بأربعين سنة، فلم يكن منهم صبي حين أُغرقوا، وقيل : أهلك أطفالهم بغير عذاب، ثم أغرق كبارهم، وقيل : غرقوا معهم كما غرق سائر الحيوانات، وهو المشهور ؛ لأنّ المصيبة تعم، ثم يُبعثون على نياتهم. والله تعالى أعلم.