وقال بعض العارفين : لو كُلفت أن أشهد غيره لم أستطيع، فإنه لا شيء معه حتى أشهده. هـ. وكل مَن استعاذ بغير الله فهو ضال مضل، وكل مَن أنكر النشأة الأخرى فهو تالف ملحد.
١٥٤
جزء : ٨ رقم الصفحة : ١٥٢
يقول الحق جلّ جلاله، حاكياً عن الجن :﴿وأنَّا لمسنا السماءَ﴾ أي : طلبنا بلوغ السماء، واستماع كلام أهلها، واللمس، : المسُ، استعير للطلب لأن الماسّ طالب متعرّف، ﴿فوجدناها مُلِئتْ حَرَساً﴾ أي : حُراساً، اسم جمع، كخدم، مفرد اللفظ، ولذلك قيل :﴿شديداً﴾ أي : قوياً، أي : وجدنا جمعاً أقوياء من الملائكة يحرسونها، ﴿و﴾ ملئت أيضاً ﴿شُهباً﴾ : جمع شهاب، وهي الشعلة المقتبسة من نار الكواكب، ﴿وأنَّا كنا نقعُدُ منه﴾ أي : من السماء، قبل هذا الوقت، ﴿مقاعِدَ للسمعِ﴾، لاستماع أخبار السماء، يعني : كنَّا نجد بعض السماء خالية من الحرس والشُهب قبل المبعث، فنقعد نسترق، وقد فسّر في الحديث صفة قعود الجن، وأنهم كانوا واحداً فوق واحد، فمتى احترق الأعلى طلع الذي تحته مكانه، فكانوا يسترقون الكلمة، فيُلقونها إلى الكُهان، ويزيدون معها، ثم يزيد الكُهانُ للكلمة مائة كذبة.