زيّنت كلام محمد، تدخل على ابن أبي كبشة وأبي قحافة، لِتنال من طعامهم، فغضب الوليد، وقصدهم، وقال : تزعمون أنَّ محمداً مجنون، فهل رأيتموه يُخْنِقُ قط ؟ قالوا : لا، قال : تزعمون أنه شاعر، فهل رأيتموه ينطق بشعر قط ؟ قالو : لا، قال : تزعمون أنه كاهن، فهل رأيتموه يتكهّن قط ؟ قالوا : لا، قال : تزعمون أنه كذّاب، فهل جريتم عليه من الكذب قط ؟ قالوا : اللهم لا، ثم قالوا له : فما هو ؟ ففكَّر فقال : ما هو إلاَّ ساحر، أمّا رأيتموه يُفرّق بين الرجل وأهله وولده ومواليه ؟ وما الذي يقوله إلاّ سحر يأثره عن أهل بابل، فارتجّ النادي فرحاً، وتفرّقوا معْجبين بقوله متعجبين منه، وهذا معنى قوله :﴿إنه فكَّر...﴾ الخ.
١٧٦
جزء : ٨ رقم الصفحة : ١٧٥