ثم نَظَرَ} أي : في القرآن مرة بعد مرة، أو نظر بأي شيء يَرُدُّ الحقَّ، أو فيما قدّر، ﴿ثم عَبَسَ﴾ ؛ قطَّب وجهه لمَّا لم يجد فيه مطعناً، ولم يدرِ ماذا يقول، وقيل : نظر في وجوه الناس، ثم قطَّب وجه، ﴿وبَسَرَ﴾ ؛ زاد في العبوسة والكلوح، ﴿ثم أدبرَ﴾ عن الحق، أو عن رسول الله ﷺ، ﴿واستكبر﴾ عن اتباعه، و ﴿ثم نظر﴾ : عطف على (قَدَّر)، والدعاء اعتراض، وإيراد " ثم " في المعطوفات لبيان أنَّ بين الأفعال والمعطوفة تراخياً أو تفاوتاً، ﴿فقال إِنْ هذا إِلاّ سِِحْر يُؤثَرُ﴾ أي : يُروى ويُتعلم، والفاء للدلالة على أنَّ هذه الكلمة لمّا خطرت بباله تفوَّه بها من غير تَلعثم ولا تلبُّث، وقوله :﴿إِنْ هذا إِلاَّ قولُ البشرِ﴾ تأكيد لِما قبله، ولذلك أخلى عن العاطف. قال تعالى :﴿سأُصليه﴾ ؛ سأُدخله ﴿سَقَر﴾، وهو بدل من ﴿سأُرهقه صَعُوداً﴾ وسقر : علم لجهنم، ولم ينصرف للتعريف والتأنيث، ﴿وما أدراك ما سَقَرُ﴾، تهويل لشأنها، ﴿لا تُبقي ولا تَذرُ﴾، بيان لحالها، أي : لا تُبقي شيئاً يُلقى فيها إلاَّ أهلكته، وإذا هلك لم تذره هالكاً حتى يُعاد، أو : لا تُبقي لحماً، ولا تّذرُ عظماً، أو : لا تُبقي لحماً إلاّ أكلته، ولا تدع أن تعود عليه أشد ما كانت، وقال الضحاك : إذا أخذت فيهم لم تُبق منهم شيئاً، وإذا أُعيدوا لم تذرهم حتى تفنيهم، ولكل شيء فترة ومَلالة إلاّ جهنم. هـ.


الصفحة التالية
Icon