رُوي أنه لمّا نزل قوله تعالى :﴿عليها تسعة عشر﴾ قال أبو جهل : أيعجز كل عشرة منكم أن يبطشوا بواحد منهم، وأنتم ألدَّهم، أي : الشجعان ؟ فقال أبو الأشد بن كلدة الجمحي وكان شديد البطش : أنا أكفيكم سبعة عشر، اكفوني أنتم اثنين، فنزلت الآية، أي : وما جعلناهم رجالاً من جنسكم يُطاقون.
١٧٨
﴿وما جعلنا عِدَّتهم﴾ تسعة عشر ﴿إِلا فتنةً﴾ أي : ابتلاء واختباراً ﴿للذين كفروا﴾ حتى قال أبو جهل ما قال، أي : وما جعلنا هذا العدد إلاّ سبب افتتانهم، فعبّر بالأثر عن المؤثّر، وليس المراد جعل ذلك العدد في نفس الأمر فتنة ؛ بل جعله في القرآن أيضاً كذلك، وهو الحُكم بانّ عليها تسعة عشر، إذ بذلك يتحقق افتتانهم، وعليه يدور ما سيأتي من استيقان أهل الكتاب، وازدياد المؤمنين إيماناً. انظر أبا السعود. وقالوا في تخصيص الخزنة بهذا العدد ـ مع أنّه لا يطلب في الأعداد العلل : أنّ ستة منهم يقودون الكفرة إلى النار، وستة منهم يسوقونهم، وستة يضربونهم بمقامع من الحديد، والآخر خازن جهنّم، وهو مالك، وهو الأكبر. وقيل : في النار تسعة عشر دركاً، قد سلّط على كل درك مَلك، وقيل يُعذبون فيها بتسعة عشر لوناً من العذاب، وعلى كل لون ملك موكّل، وقيل غير ذلك.
جزء : ٨ رقم الصفحة : ١٧٨


الصفحة التالية
Icon