ومَن أسعده الله بلقاء شيخ التربية هان عليه معالجة النفس من غير تعب، في أقرب وقت، بحيث يُغيّبه عنها، ويزُجه في الحضرة، في أقرب زمان، فيدخل في قوله تعالى :﴿وجوده يومئذ ناضرةٌ إِلى ربها ناظرةٌ﴾ فتحصل له النضرة والنظرة في الدنيا والآخرة، فيفنى عن نظره حسُّ الكائنات، وتظهر أسرار الذات الأزلية للعيان بادية، فيستدل بالله على غيره، فلا يرى سواه، وينشد ما قال الشاعر :
فَلم يَبْق إلاّ الله لم يبقَ كائن
فما ثَمَّ موصولٌ ولا ثَمَّ بائِنُ
جزء : ٨ رقم الصفحة : ١٨٩
بِذَا جاء بُرهانُ العَيانِ فما أرى
بِعَيني إلاَّ عينَه إذْ أُعايِنُ


الصفحة التالية
Icon