وقال القشيري : لا يؤذيهم شمس المشاهدة ؛ لأنَّ سطوة الشهود ربما تفني صاحبها بالكلية، فيغلب عليه السُكْر، فلا يتنعّم بلذة الشهود، ولا زمهرير الحجاب والاستتار. هـ. باختصار. ودانية، أي : وجنة أخرى دانية، وهي جنة البقاء، والأُولى جنة الفناء، عليهم ظلالها، وهي روح الرضا ونسيم التسليم، وذُللت قُطوفها من الحِكَم والمواهب، تذليلاً، فمهما احتاجوا إلى علم أو حكمة أجالوا أفكارهم، فتأتيهم بطرائف العلوم وغرائب الحِكَم، ويُطاف عليهم بأواني الخمرة الأزلية، فيشربون منها في كل وقت وحين، كيف شاؤوا وحيث شاؤوا. جعلنا الله مِن حزبهم، آمين.
جزء : ٨ رقم الصفحة : ١٩٥
يقول الحق جلّ جلاله :﴿ويطوفُ عليه ولدان﴾ أي : غلمان ينشئهم اللهُ لخدمة المؤمنين. أو : ولدان الكفرة يجعلهم الله تعالى خدماً لأهل الجنة. ﴿مخلَّدون﴾ لا يموتون، أو : دائمون على ما هم عليه من الطراوة والبهاء، ﴿إِذا رأيتهم حَسِبْتَهُم لؤلؤاً منثوراً﴾ لحُسْنهم، وصفاء ألوانهم، وإشراق وجوههم، وانبثاثِهم في مجالسهم ومنازلهم. وتخصيص المنثور لأنه أزين في المنظر من المنظوم.