وقيل : النبأ العظيم هو القرآن، عجب من تساؤلهم واختلافهم وتجادلهم فيه. والاستفهام للتفخيم والتهويل والتعجيب من الجدال فيه، مع وضوح حقه وإعجازه الدالّ على صدق ما جاء به، وأنه من عند الله، فكان ينبغي ألاّ يجادل فيه، ولا يتساءل عنه، بل يقطع به ولا يشك فيه، وقد قال تعالى :﴿قُلْ هُوَ نَبَؤاْ عَظِيمُ﴾ [صا : ٦٧] الآية. وقال الورتجبي : النبأ العظيم : كلامه القديم، عظيم بعظم الله القديم، لا يَنال بركته إلاّ أهل الله وخاصته. هـ. وقيل : كانوا يسألون المؤمنين، فالتفاعل قد يكون من واحد متعدد، كما في قولك : تراؤوا الهلال. انظر أبا السعود.
٢١٤
وقوله :﴿عن النبأ العظيم﴾ يتعلق بمحذوف، دلّ عليه ما قبله، فيوقف على " يتساءلون " ثم ليستأنف " عن النبأ... " الخ، أي : يتساءلون عن الخبر العظيم، وهو البعث وما بعده، أو القرآن، فتكون المناسبة بين السورتين قوله :﴿فَبِأَيْ حَدِيِث بَعْدَهُ يُؤْمِنُون﴾ [المرسلات : ٥٠] مع قوله :﴿عن النبأ العظيم﴾، والأحسن : أنه كل ماجاءت به الشريعة من البعث والتوحيد والجزاء وغير ذلك.


الصفحة التالية
Icon