قال ابو السعود : هو بيان لشأن المسؤول عنه، إثر تفخيمه بإبهام أمره، وتوجيه أذهان السامعين نحوه، وتنزيلهم منزلة المستفهمين، لإيراده على طريقة الاستفهام من علاّم الغيوب، للتنبيه على أنه لعدم نظيره خارج عن دائرة علم الخلق، حقيق بأن يُعتنى بمعرفته ويُسأل عنه، كأنه قيل : عن أي شيء يتساءلون، هل أُخبركم به، ثم قيل بطريق الجواب : عن النبأ العظيم، على منهاج قوله تعالى :﴿لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ﴾ [غافر : ١٦] فـ " عن " متعلقة بما يدل عليه المذكور، وحقه أن يُقَدَّر مؤخراً، مسارعة إلى البيان، هذا هو الحقيق بالجزالة التنزيلية، وقد قيل : هي متعلقة بالمذكور، و " عَمَّ " متعلق بمضمر مفسَّر به، وأيّد ذلك بأنه قُرِىء " عمَّه "، والأظهر : أنه مبني على إجراء الوصل مجرى الوقف، وقيل :" عن " الأولى للتعليل، كأنه قيل : لِمَ يتساءلون عن النبأ العظيم ؟ والنبأ : الخبر الذي له شأن وخطر. هـ.
جزء : ٨ رقم الصفحة : ٢١٤


الصفحة التالية
Icon