وفُتِحت السماءُ} أي : تشققت لنزول الملائكة، وصيغة الماضي لتحقُّق وقوعه، ﴿فكانت أبواباً﴾ ؛ فصارت ذات أبواب وطرق وفروج، وما لها اليومَ من فُروج. ﴿وسُيْرت الجبالُ﴾ في الجو على هيئتها بعد قلعها من مقارها، ﴿فكانت سَرَاباً﴾ ؛ هباءً، تخيل الشمس أنها سراب، وهَل هذا التسيير قبل البعث، فلا يقع إلاَّ على أرض قاع صفصف، وهو ما تقتضيه ظواهر الآيات، كقوله :﴿وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ﴾ [الكهف : ٤٧] وقوله :﴿وَحُمِلَتِ الأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ﴾ [الحاقة : ١٤، ١٥] والفاء تقتضي الترتيب، أو لا يقع إلاّ بعد البعث، وهو ظاهر الآية هنا وسورة القارعة. وهو الذي اقتصر عليه أبو السعود، قال : يُبدل اللهُ الأرض، ويُغيّر
٢١٩
هيئاتها، ويُسَيّر الجبال على تلك الهيئة الهائلة عند حشر الخلائق بعد النفخة الثانية ليشاهدوها. هـ. والله أعلم بحقيقة الأمر.