وانتصاب " نشطاً " و " سَبْحاً " و " سبقاً " على المصدرية، وأما " أمراً " فمفعول به، وتنكيره للتهويل والتفخيم. والعطف مع اتحاد الكل لتنزيل التغاير العنواني منزلة المتغاير الذاتي ؛ للإشعار بأنَّ كل واحدٍ من الأوصاف المعدودة من معظّمات الأمور، حقيق بأن يكون حياله مناطاً لاستحقاق موصوفه للإجلال والإعظام بالإقسام من غير انضمام أوصاف الآخر إليه. والفاء في الأخيرين للدلالة على ترتيبهما على ما قبلهما بلا مهلة. والمقسم عليه محذوف، تعويلاً على إشارة ما قبله من المقسم به إليه، ودلالة ما بعد من أحوال القيامة عليه، فإنَّ الإقسام بمَن يتولى نزع الأرواح، ويقوم بتدبيرها، يلُوح بكون المقسم عليه مِن قبل تلك الأمور لا محالة، ففيه من الجزالة ما لا يخفى.
أي : لتُبعثن ﴿يومَ ترجُفُ الراجِفةُ﴾، فالعامل في الظرف هو الجواب المحذوف. والرجف : شدة الحركة. والراجفة : النفخة الأولى، وُصفت بما حدث عندها لأنها تضطرب لها الأرض حتى يموت مَن عليها، وتزلزل الجبال وتندك الأرض دكاً، ثم ﴿تتبعها الرادِفةُ﴾ ؛ النفخة الثانية، لأنها تردف الأولى، وبينهما أربعون سنة، والأولى تُميت الخلق والثانية تُحْييهم.
﴿قلوبٌ يومئذٍ﴾، وهي قلوب منكري البعث، ﴿واجفةٌ﴾ ؛ مضطربة، من : الوجيف، وهو الاضطراب، ﴿أبصارُها﴾ أي : أبصار أصحابها ﴿خاشعةٌ﴾ ؛ ذليلة لهول ما ترى، ﴿يقولون﴾ أي : منكرو البعث في الدنيا استهزاءً وإنكاراً للبعث :﴿أئنا لمردودون في الحافرة﴾، استفهام بمعنى الإنكار، أي : أنُردّ بعد موتنا إلى أول الأمر، فنعود أحياءً كما كنا ؟ والحافرة : الحالة الأولى، يُقال لمَن كان في أمر فخرج منه ثم عاد إليه : رجع إلى حافرته، أي : إلى حالته الأولى، يُقال : لمَن كان في أمر فخرج منه ثم عاد إليه : رجع إلى حافرته، أي : إلى حالته الأولى، ويُقال : رجع في حافرته، أي : طريقته التي جاء فيها، فحفر فيها، أي : أثر فيها بمشيه، وتسميتها حافرة مع أنها محفورة، كقوله :{عيشة