٢٢٦
راضية} [الحاقة : ٢١] على تسمية القابل بالفاعل.
جزء : ٨ رقم الصفحة : ٢٢٥
أنكروا البعث ثم زادوا استبعاداً فقالوا :﴿أئذا كنا عظاماً نخرةً﴾ ؛ بالية. ونخرة أبلغ من ناخرة ؛ لأنَّ " فَعِلٌ " أبلغ من فاعل، يقال : نَخِرَ العظم فهو نَخِرٌ وناخر : بِلَى، فالنَخِر هو البالي الأجوف الذي تمر به الريح فيسمع له نخير، أي : أنُرد إلى البعث بعد أن صرنا عظاماً بالية ؟. و " إذا " منصوب بمحذوف، وهو : أنُبعث إذا كنا عظاماً بالية مع كونها أبعد شيء في الحياة.
﴿قالوا﴾ أي : منكروا البعث، وهو حكاية لكفر آخر، متفرع على كفرهم السابق، ولعل توسيط " قالوا " بينهما للإيذان بأنّ صدور هذا الكفر عنه ليس بطريق الاطراد والاستمرار، مثل كفرهم الأول المستمر صدوره عنهم في كافة أوقاتهم، حسبما يُنبىء عنه حكايته بصيغة المضارع، أي : قالوا بطريق الاستهزاء، مُشيرين إلى ما أنكروه من الرد في الحافرة، مشعرين بغاية بُعدها من الوقوع :﴿تلك إِذاً كرةٌ خاسرةٌ﴾ أي : رجفة ذات خسران، أو خاسر أصحابها، والمعنى : أنها إن صحّت وبُعثنا فنحن إذاً خاسرون لتكذيبنا بها، وهذا استهزاءُ منهم.


الصفحة التالية
Icon