﴿فأنبتنا فيها حَبًّا﴾ كالبُر والشعير وغيرهما مما يتغذّى به. قال ابن عطية : الحب : جمع حبة ـ بفتح الحاء، وهو : كل ما يتخذه الناس ويُرَبونه، والحِبة ـ بكسر الحاء : كل ما ينبت من البذور ولا يُحْفل به ولا هو بمتخَذ. هـ. ﴿وعِنباً﴾ أي : ثمرة الكَرْم، وهذا يؤيد أن المراد بالشق : حفر الأرض بالحرث أو غيره، لأنَّ العنب لا يشق الأرض في نباته، وإنما يغرس عوداً. وقال أبو السعود : وليس من لوازم العطف أن يقيد المعطوف بجميع ما قيّد به المعطوف عليه، فلا ضرر في في خُلُو نبات العنب عن شق الأرض. هـ. ﴿وقَضْباً﴾ وهو كل ما يقضب، أي : يُقطع ليُؤكل رطباً من النبات، كالبقول والهِلْيَوْن ونحوه مما يُؤكل غضاً، وهو جملة النِعَم التي أنعم الله بها، ولا ذكر له في هذه الآية إلاّ في هذه اللفظة. قاله ابن عطية. والهِلْيَوْن ـ بكسر الهاء وسكون اللام : جمع هليونة، وهو الهِنْدَبا. قاله ابن عرفة اللغوي، وقيل : هو الفِصْفَصَة، وهو ضعيف ؛ لأنها للبهائم، وهي داخلة في الأَبْ.
﴿
جزء : ٨ رقم الصفحة : ٢٤٠
وزيتوناً ونخلا﴾
، الكلام فيهما كما تقدّم في العنب، ﴿وحدائقَ﴾ ؛ بساتين ﴿غُلْباً﴾ : جمع غلباء، أي : غلاظ الأشجار مع نعومتها، وصفَ به الحدائق لتكاثفها وكثرة أشجارها، ﴿وفاكهةً﴾ أي : ما تتفكهون به من فواكه الصيف والخريف، ﴿وأبًّا﴾ أي :
٢٤١
مرعَى لدوابكم، من : أبَّه : إذا أمَّه، أي قصده، لأنه يُؤم وينتجع، اي : يُقصد، أو : من أب لكذا : إذا تهيأ له ؛ لأنه مُتهيأ للرعي، أو : فاكهة يابسة تُؤب للشتاء.


الصفحة التالية
Icon