﴿كلاَّ﴾ ردع وزجر عن الكسب الرائن ﴿إِنهم عن ربهم يومئذٍ لمحجوبون﴾ لَمَّا رانت قلوبهم في الدنيا حُجبوا عن الرؤية في الآخرة، بخلاف المؤمنين، لَمّا صفت مرآة قلوبهم حتى عرفوا الحق كشف لهم يوم القيامة عن وجهه الكريم. قال مالك : لَمّا حجب الله أعداءه فلم يروه تجلّى لأوليائه حتى رأوه. هـ. وقال الشافعي : في هذه الآية دلالة على أنَّ أولياء الله يرونه. هـ. وقال الزجاج : في هذه الآية دليل أن الله يُرى يوم القيامة، ولولا ذلك ما كان في هذه الآية فائدة، ولمَا خصّصت منزلة الكفار بأنهم محجوبون عن الله. انظر الحاشية. ﴿ثم إِنهم لصالُو الجحيم﴾ أي : داخلو النار، و " ثم " لتراخي الرتبة، فإنّ صَلي الجحيم أشد من الإهانة، والحرمان من الرؤية والكرامة. ﴿ثم يُقال﴾ لهم :﴿هذا الذي كنتم به تُكَذِّبون﴾ في الدنيا فذُوقوا وباله. وبالله التوفيق.
جزء : ٨ رقم الصفحة : ٢٥٨


الصفحة التالية
Icon