﴿وأمّا مَن أُوتي كتابَه وراء ظهره﴾، قيل : تغلّ يُمناه إلى عنقه، وتُجعل شماله وراء ظهره. وقيل : يثقب صدره وتخرج منه إلى ظهره، فيعطى كتابه بها وراء ظهره، ﴿فسوف يَدعو ثبُوراً﴾ يقول : واثبوراه. والثبور : الهلاك، ﴿ويَصْلَى سعيراً﴾ أي : يدخلها، ﴿إِنه كان﴾ في الدنيا ﴿في أهله﴾ أي : معهم ﴿مسروراً﴾ بالكفر، يضحك على مَن آمن بالبعث. وقيل : كان لنفسه متابعاً، وفي هواه راتعاً، ﴿إِنه ظنّ أن لن يَحُورَ﴾ ؛ لن يرجع إلى ربه، تكذيباً بالبعث. قال ابن عباس : ما عرفتُ تفسيره حتى سمعت أعرابية تقول لبنتها : حُوري. أي : ارجعي. ﴿بلى﴾ جواب النفي، أي : يرجع لا محالة، ﴿إِنَّ ربه كان به بصيراً﴾ أي : إنَّ ربه الذي خلقه كان به وبأعماله الموجبة للجزاء " بصيراً " بحيث لا تخفى
٢٧٠
عليه منها خافية، فلا بد من رجعه وحسابه عليها حتماً.


الصفحة التالية
Icon