أهدى لك الدهر من مكروهها طبقا
ويطلق على الجيل من الناس يكون طباق الأرض، أي : ملأها، ومنمهم قول العباس في النبي ﷺ :
تَنقَّل من صَالبٍ إلى رَحمٍ
إذا مَضَى عَالَمٌ بَدَا طَبَقُ
ومحل (عن طبق) : النصب، على أنه صفة لطبق، أي : طبقاً مجاوزاً لطبق، أو : حال من الضمير في " لتركبن " أي : مجاوزين لطبق. ﴿فما لهم لا يؤمنون﴾، الفاء لترتيب ما بعدها على ما قبلها، من أحوال يوم القيامة وأهوالها، أي : إذا كان الأمر يوم القيامة كما ذكر، فأيّ شيء حصل لهم حال كونهم غير مؤمنين، أي : أيّ شيء يمنعهم من الإيمان، وقد تعاضدت موجباته ؟ ﴿وإِذا قُرىءَ عليهم القرآنُ لا يسجدون﴾ ولا يخضعون، وهي أيضاً جملة حالية، نسقاً على ما قبلها، أي : أيّ : مانع لهم حال عدم سجودهم وخضوعهم واستكانتهم عند قراءة القرآن ؟. قيل : قرأ النبي ﷺ ذات يوم :﴿وَاسْجُدْ وَاقْتَرِب﴾ [العلق : ١٩] فسجد هو ومَن معه من المؤمنين، وقريش تُصَفِّق فوق رؤوسهم وتُصفِّر، فنزلت. وبه احتجّ أبو حنيفة على وجوب السجدة وعن ابن عباس :" ليس في المفصل سجدة "، وبه قال مالك. وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سجد فيها، وقال :" والله ما سجدت إلاّ بعد أن رأيت النبي ﷺ سجد
٢٧٢
فيها "، وعن أنس رضي الله عنه :" صليتُ خلف أبي بكر وعمر وعثمان ـ رضي الله عنهم ـ فسجدوا ". ولعلهم لم يبلغهم نسخ سجدتها.