واسم الغلام : عبد الله بن الثامر، واسم الراهب : فيميون، واسم الملك : ذو نواس. وقد ذكر القصة الكلاعي بتمامها. وقيل : تعددت قضية الأخدود، فكانت واحدة بنجران باليمن، والأخرى بالشام، والأخرى بفارس، فنزل القرآن في الذي بنجران. انظر التثعلبي. قال سعيد بن المسيب : كنا عند عمر، إذ ورد عليه أنهم وجدوا ذلك الغلام حين حفروا خربة، وأُصْبعه على صُدْغِه كما قتل، فكلما مدت يده رجعت مكانها، فكتب عمر : أن واروه حيث وجدتموه. هـ.
وقوله تعالى :﴿النارِ﴾ ؛ بدل اشتمال من " الأخدود " فحذف الضمير، اي : فيه، وقيل : قاعدة الضمير أغلبية، و ﴿ذات الوقود﴾ وصَفٌ لها بغاية العظم، وارتفاع اللهب، وكثرة ما يوجبه من الحطب وأبدان الناس، ﴿إِذ هم عليها قعودٌ﴾ ؛ ظرف لقُتل، أي : لُعنوا حين حرّقوا المؤمنين بالنار، قاعدين عليها في مكان مشرف عليها من جنبات الأخدود،
٢٧٦
﴿وهم معلى ما يفعلون بالمؤمنين﴾ من الأحراق ﴿شُهودٌ﴾ يشهد بعضهم لبعض عند الملك أنَّ أحداً منهم لم يُقَصِّر فيما أمر به، وفوّض إليه من التعذيب، أو :: إنهم ﴿شهود﴾ يشهدون بما فعلوا بالمؤمنين يوم القيامة، يوم تشهد عليهم ألسنتُهم، وقيل :" على " بمعنى " مع " أي : وهم مع ما يفعلون بالمؤمنين من العذاب حضور، ولا يَرقّون لهم، لغاية قسوة قلوبهم. وهذا هو الذي يستدعيه النظم الكريم، وتنطق به الروايات المشهورة.
وقد رُوي أنَّ الجبابرة لمّا ألقوا بالمؤمنين في النار، وهم قعود عليها، علقت بهم النار، فاحترقوا، ونجّا اللهُ المؤمنين سالمين، وإلى هذا القول ذهب الربيعُ بن أنس والواحدين وعلى ذلك حملا قوله تعالى :﴿ولهم عذاب الحريق﴾.
﴿وما نَقَمُوا منهم﴾ أي : وما عابوا منهم وأنكروا عليهم، يقال : نقم ـ بالفتح والكسر : عاب، أي : عابوا منهم ﴿إِلاَّ أن يؤمنوا بالله﴾ وهذا كقول الشاعر :
ولا عَيْبَ فيهم غير أنَّ سيوفهم
بهن فُلولٌ من قِرَاع الكتائبِ


الصفحة التالية
Icon