يقول الحق جلّ جلاله :﴿يا أيها النبي إِذا جاءك المؤمناتُ﴾ حال كونهن ﴿يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لا يُشْرِكْنَ بِاللهِ شَيْئًا وَلا يَسْرِقْنَ وَلا يَزْنِينَ وَلا يَقْتُلْنَ أوْلادَهُن﴾، يريد : وأد البنات، ﴿وَلا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ﴾، كانت المرأة تلتقط المولود، فتقول لزوجها : هو ولدي منك. كنَّى بالبهتان المفترى بين يديها ورجليها عن الولد الذي تلصقه بزوجها كذباً ؛ لأنّ بطنها الذي تحمله فيه بين اليدين، وفرجها الذي تلد منه بين الرِجلْين. ﴿ولا يَعْصِينَكَ في معروفٍ﴾ أي : فيما تأمرهن من معروف، وتنهاهن عن منكر. والتعبير بالمعروف مع أنّ الرسول ﷺ لا يأمر إلاّ به ؛ للتنبيه على أنه لا تجوز طاعة مخلوق في معصية الخالق. وتخصيص الأمور المعدودة بالذكر في حقهن ؛ لكثرة وقوعها فيهن. ﴿فبايعْهُنَّ﴾ على ما ذكر وما لم يذكر ؛ لوضوح أمره، ﴿واسْتَغفِرْ لهنَّ اللهَ﴾ فيما مضى، ﴿إِنَّ الله غفور رحيمٌ﴾ أي : مبالغ في المغفرة والرحمة، فيغفر لهن ويرحمهن إذا وَفَّيْن بما بايعن عليه.


الصفحة التالية
Icon