" جعل رزقي تحت ظل رمحي ". ﴿فأمَّا اليتيمَ فلا تقهرْ﴾، قال المفسرون : أي : لا تغلبه على ماله وحقه، لأجل ضعفه، وأذكر يتمك، ولا تقهره بالمنع من مصالحه، ووجوه القهر كثيرة، والنهي يعم جميعها، أي : دُم على ما أنت عليه من عدم قهر اليتيم. وقد ورد في الوصية باليتيم
٣١٨
أحاديث، منها : قوله ﷺ :" أنا وكافلُ اليتيم في الجنة كهاتين إذا اتقى الله " وأشار بالسبابة والوُسطى، وقال ﷺ :" إنَّ اليتيم إذا بكى اهتز لبكائه عرش الرحمن، فيقول الله تعالى : يا ملائكتي ؛ مَن أبكى هذا اليتيم الذي غيبتُ أباه في التراب ؟ فتقول الملائكة : ربنا أنت أعلم، فيقول الله تعالى : يا ملائكتي فإني أُشهدكم أنَّ لمن أسكته وأرضاه أنْ أُرضيه يوم القيامة "، فكان عمر إذا رأى يتيماً مسح رأسه وأعطاه شيئاً. وقال أنس :" مَن ضمّ يتيماً، فكان في نفقته، وكفاه مؤنته، كان له حجاباً من النار يوم القيامة، ومَن مسح برأس يتيم كان له بكل شعرة حسنة ".
﴿وأمَّا السائِلَ فلا تنهرْ﴾ أي : لا تزجره ولا تعبس في وجهه، ولا تغلظ له القول، بل ردّه ردًّا جميلاً، قال إبراهيم بن أدهم : نِعم القوم السُؤَّال يحملون زادنا إلى الآخرة. وقال إبراهيم النخعي : السائل بريد الآخرة، يجيء إلى باب أحدكم فيقول : أتبعثون إلى أهليكم بشيء. وقال ﷺ :" لا يمنعنّ أحدُكم السائلَ وإن في يديْه قُلْبَين، من ذهب " أي : سوارين. وقال أيضاً :" أعط السائل ولو على فرسه " وقال ﷺ :" إذا رددت السائل ثلاثاُ فلم يرجع عليك أن تَزْبُرَه " وقال الحسن : المراد بالسائل هنا : السائل عن العلم.


الصفحة التالية
Icon