﴿وأمَّا بنعمةِ ربك فحدِّث﴾ بشكرها وإشاعتها وإظهار آثارها، يرد ما أفاضه الله تعالى عليه من فنون النعم، التي من جملتها المعدودة والموعودة، والنبوة التي آتاه الله تأتي على جميع النِعم، ويَدخل في النِعم تعلُّم العلم والقرآن، وفي الحديث عنه ﷺ :" التحدُّث بالنِعَم شكر " ولذلك كان بعض السلف يقول : لقد أعطاني الله كذا، ولقد صلَّيتُ البارحة كذا، وهذا إنما يجوز إذا ذكره على وجه الشكر، أو ليُقتدى به، فأمّا على وجه الفخر والرياء فلا يجوز. هـ.
٣١٩
انظر كيف ذكر الله في هذه السورة ثلاث نعم، ثم ذكر في مقابلتها ثلاث وصايا، فقال في قوله :﴿ألم يجدك يتيماً﴾ بقوله :﴿فأمّا اليتيم فلا تَقْهَر﴾ وقابل قولَه :﴿ووجدك ضالاً﴾ بقوله :﴿وأمّا السائل فلا تَنْهَر﴾ على مَن قال : إنه طالب العلم، وقابل بقوله :﴿وأمّا بنعمة ربك فَحَدِّث﴾ على القول الآخر، وقابل قوله :﴿ووجدك عائلاً فأَغْنَى﴾ بقوله :﴿وأمّا السائل فلا تَنْهر﴾ على القول الأظهر، وقابله بقوله :﴿وأمَّا بنعمة ربك فحدِّث﴾ على القول الآخر هـ. من ابن جزي.
جزء : ٨ رقم الصفحة : ٣١٧
ولمَّا قرأ ﷺ سورة الضحى كبّر في آخرها، فسُنَّ التكبير آخرها، وورد الأمر به خاتمتها وخاتمة كل سورة بعدها في رواية البزي.


الصفحة التالية
Icon