سورة العلق
جزء : ٨ رقم الصفحة : ٣٢٦
يقول الحق جلّ جلاله لنبيه ﷺ، في أول الوحي :﴿اقرأ باسم ربك﴾ أي : اقرأ هذا القرآن مفتتحاً باسم ربك، أو مستعيناً به، فالجار في محل الحال. ويحتمل أن يكون المقروء الذي أمر بقراءته هو باسم ربك، كأنه قيل له : اقرأ هذا اللفظ. والتعرُّض لعنوان الربوبية المنبئة عن التربية والتبليغ إلى الكمال اللائق شيئاً فشيئاً مع الإضافة إلى ضميره ﷺ للإشعار بتبليغه عليه السلام إلى الغاية القاصية من الكمالات البشرية والروحانية بإنزال الوحي المشتمل على نهاية العلوم والحكم. وقوله تعالى :﴿الذي خلقَ﴾ صفة للرب، ولم يذكر له مفعولاً ؛ لأنَّ المعنى : الذي حصل منه الخلق، واستأثر به، لا خالق سواه، أو تقديره : خلق كلَّ شيء، فتناول كلَّ مخلوق ؛ لأنه مطلق، فليس بعض المخلوقات بتقديره أولى من البعض.


الصفحة التالية
Icon