ولمّا ذكر ما يَعُمّ الناس ذَكَر ما يخص كل واحد، فقال :﴿فأمَّا مَن ثَقُلَتْ موازينه﴾ باتباعه الحق، وهو جمع " موزون "، وهو العمل الذي له وزن وخطر عند الله، أو جمع ميزان، قال ابن عباس رضي الله عنه : هو ميزان له لسان وكفّتان، تُوزن فيه الأعمال، قالوا : تُوضع فيه صحائف الأعمال، فينظر إليه الخلائق، إظهاراً للمعدلة، وقطعاً للمعذرة. قال أنس :" إنَّ ملكاً يوُكّل يوم القيامة بميزان ابن آدم، يُجاء به حتى يوقف بين كفي الميزان، فيُوزن عمله، فإن ثقلت حسناته نادى بصوت يُسْمِع جميعَ الخلائق باسم الرجل : إلاَ سَعِدَ فلان سعادة لا يشقى بعدها أبداً، وإن خفّت موازينه نادى : شَقِيَ فلان شقاوة لا يسعد بعدها أبداً " وقيل : الوزن عبارة عن القضاء السَّوي، والحكم العَدْل، وبه قال مجاهد والأعمش والضحاك، واختاره كثير من المتأخرين، قالوا : الميزان لا يتوصل به إلى معرفة مقادير الأجسام، فكيف يُمكن أن يعرف مقادير الأعمال. هـ. والمشهور أنه محسوس.
جزء : ٨ رقم الصفحة : ٣٤٤
وقد رُوي عن ابن عباس أنه يُؤتى بالأعمال الصالحة على صورة حسنة، وبالأعمال
٣٤٥


الصفحة التالية
Icon