﴿ومَن أظلمُ ممن افترى على الله الكذبَ وهو يُدْعَى إِلى الإِسلام﴾ أي : أيّ الناس أشد ظلماً ممن يُدْعى إلى سعادة الدارين، فيضع موضع الإجابة الافتراءَ على الله عزّ وجل، بقوله لكلامه الذي دعا عباده إلى الحق : هذا سحر ؟ أي : هو أظلم من كل ظالم، ﴿واللهُ لا يهدي القومَ الظالمين﴾ أي : لا يُرشدهم إلى ما فيه صلاحهم ؛ لعدم توجههم إليه. ﴿يُريدون لِيُطفئوا نورَ الله بإفواههم﴾ أي : دينه أو : كتابه، أو حجته النيِّرة، واللام مزيدة، أي : يُريدون إطفاءَ نور الله، أو للتعليل والمفعول محذوف، أي : يريدون الكذب ليُطفئوا نورَ الله، وهو تهكُّم بهم في إرادتهم إبطال الإسلام، بقولهم في القرآن : هذا سحر، مُثِّلت حالهم بحال مَن ينفخ في نور الشمس بفيه ليطفئه، ﴿والله مُتِم نُوره﴾ أي : مبلغه إلى غاية يُنشره في الآفاق، ويُعليه على الأديان ﴿ولو كَرِه الكافرون﴾.
﴿
جزء : ٨ رقم الصفحة : ٣٥
هو الذي أرسل رسولَه بالهُدى﴾
؛ بالقرآن، أو بالمعجزات، أو بالهداية ﴿ودين الحق﴾ ؛ الملة الحنيفية ﴿ليُظهره على الدين كلِّه﴾ أي : ليعليه على جميع الأديان المخالفة
٣٦


الصفحة التالية
Icon