سورة الفلق
جزء : ٨ رقم الصفحة : ٣٧٣
يقول الحق جلّ جلاله :﴿قلْ﴾ يا محمد ﴿أعوذُ بربِّ الفلقِ﴾ أي : أتحصّن وأستجيرُ برب الفلق. والفلق : الصُبح، كالفرق، لأنه يفلق عنه الليل، فعل بمعنى مفعول. وقيل : هو كل ما يفلقه الله تعالى، كالأرض عن النبات، والجبال عن العيون، والسحاب عن الأمطار، والحب والنوى عما يخرج منهما، والبطون والفروج عما يخرج منهما، وغير ذلك مما يفلق ويخرج منه شيء. وقيل : هو جب في جهنم.
وفي تعليق العياذ بالرب، المضاف إلى الفلق، المنبىء عن النور بعد الظلمة، وعن السعة بعد الضيق، والفتق بعد الرتَق، عِدَة كريمة بإعاذة العامة مما يتعوّذ منه، وإنجائه منه وفَلْق ما عقد له من السحر وانحلاله عنه، وتقوية رجائه بتذكير بعض نظائره، ومزيد ترغيب في الاعتناء بقرع باب الالتجاء إلى الله تعالى.


الصفحة التالية
Icon