الإشارة : مَثَلُ الذي يقرأ القرآن ويتلوه ولا يتدبّر معانيه، أو يقرأ العلم ولا يعمل به، كمثل الحمار.. الخ. وعُروض الموت على النفس، أو العمل أو الحال، ميزان صحيح، فكل حال وعمل، أو شخص هزمه الموت فهو معلول، وحب البقاء للترقِّي والتوسعة في المعرفة محمود، وغيره مذموم، وقد تقدّم في البقرة تفصيل ذلك، فراجعه إن شئت.
وأمّا تمني الموت فقد نُهي عنه، إلاّ لخوف الفتنة، فقد قال ابن عباس لعمر رضي الله عنهما : ما لك تُكثر الدعاء بالموت ؟ وما الذي مَلِلت من العيش ؟ أما تُقوّم فاسداً وتعين صالحاً ؟ فقال عمر : يا بن عباس! كيف لا أتمنى الموت، وأطلب القدوم على الله، ولست أرى في الناس إلاّ فاتحاً فاه لِلعدة من الدنيا إمّا بحق لا يثق به، أو بباطل لا يناله، ولولا أن يسألني ربي عن الناس لفررت منهم، وتصبح الأرض مني بلاقع. هـ.
جزء : ٨ رقم الصفحة : ٤١
وقيل لسفيان الثوري : لِمَ تتمنَّ الموت، وقد نهى رسولُ الله ﷺ عنه ؟ فقال : إن سألني ربي عن ذلك أقول : لثقتي بك يا رب، وخوفي من الناس، ثم أنشد :
قد قلتُ لمّا مَدَحوا الحياة وأسرفوا
في الموت ألف فضيلة لا تُعرف
فيها أمان لقائه بلقائه
وفراق كل معاشرِ لا يُنصِف
وقال طاوس : لا يحرز المرء إلاَّ حفرته، وأنشدوا :
يبكي الرجالُ على الحياة وقد
أفنى دموعي شوقي إلى الأجل
٤٣
أموت من قبل أن يفر مني
دَهْري فإني منه على وجل
جزء : ٨ رقم الصفحة : ٤١