قال في الحاشية الفاسية : والظاهر والمتبادر : أنّ قوله :﴿ما أصاب...﴾ الآية جمعٌ على الله، ورَدٌّ من الأسباب، والوقوف معها، إلى الوقوف مع قضائه، وإنما يجد ذلك المؤمن بالله، وأمّا غيره فصَدْره ضَيق حرج عن قبول المعرفة، ولذلك قال :﴿ومَن يؤمن بالله يَهْد قلبه﴾ لمعرفته والأطمئنان به، أي : ومَن لم يؤمن يَصْلى نار القطيعة والبُعد، وحرارة التدبير، ففيه ترغيب في الإيمان وتحذير من الكفر، وأنّ الإيمان تعقبه جنة الرضا والتسليم، عاجلاً، والكفر بضد ذلك، فبَعد أن ذكر الجزاء في الآخرة أشار إلى الجزاء المعجّل من اليقين والرضا للمؤمن، وضده للكافر. والله أعلم. هـ.
وأطيعوا اللهَ في الفرائض، والرسول في السنن، وقد بقي بعد الرسول خلفاؤه، يسنون السننَ الخاصة، فمَن أعرض عنهم، يقال له :﴿فإن توليتم...﴾ الآية، وتقدّم في آل عمران وغيرها الكلام على التوكُّل. وبالله التوفيق.
جزء : ٨ رقم الصفحة : ٦٠
٦١