" صفحة رقم ١١٤ "
وجملة : وما كانوا ليؤمنوا ( معطوفة عليها. ومجموع الجمل الثلاث هو ما وُقِّت به الإهلاك ) وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في أمها رسولا ( ( القصص : ٥٩ ).
وعبر عن انتفاء إيمانهم بصيغة لام الجحود مبالغة في انتفائه إشارة إلى اليأس من إيمانهم.
وجملة :( كذلك نجزي القوم المجرمين ( تذييل. والتعريف في ) القوم المجرمين ( للاستغراق فلذلك عم القرون الماضية وعم المخاطبين، وبذلك كان إنذاراً لقريش بأن ينالهم ما نال أولئك. والمُراد بالإجرام أقصاه، وهو الشرك.
والقول في ) كذلك نجزي القوم المجرمين ( كالقول في نظيره آنفاً. وكذلك ذكر لفظ ( القوم ) فهو كما في نظيره في هذه السورة وفي البقرة.
) ) ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلَائِفَ فِى الاَْرْضِ مِن بَعْدِهِم لِنَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ (
عطف على ) أهلكنا ( ( يونس : ١٣ ) وحرف ( ثم ) مؤذن ببعد ما بين الزمنين، أي ثم جعلناكم تخلفونهم في الأرض. وكون حرف ( ثم ) هنا عاطفاً جملة على جملة تقتضي التراخي الرتبي لأن جعلهم خلائف أهم من إهلاك القرون قبلهم لما فيه من المنة عليهم، ولأنه عوضهم بهم.
والخلائف : جمع خليفة. وتقدم في قوله :( وهو الذي جعلكم خلائف الأرض في سورة الأنعام ( ١٦٥ ). والمراد بالأرض ( بلاد العرب، فالتعريف فيه للعهد ؛ لأن المخاطبين خلفوا عاداً وثموداً وطسماً وجديساً وجُرهماً في منازلهم على الجملة.


الصفحة التالية
Icon